أخبار وطنية حمادي الجبالي يتعهد بالعمل على مواضيع لا تفرّق الشعب على غرار قانون الميراث.. واحد أنصاره يصفه بـ"اردوغان التركي"
بعد افطاره بأحد المقاهي بمدينة مدنين، خيّر المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها حمادي الجبالي أن يبدأ جولته الانتخابية من مقهى السوق البلدي بالمدينة اين يمكث اناس من فئات عمرية مختلفة.
جولة امتدت الى محلات سوق الاقمشة وبركة الذهب وبعدها الى السوق الكبير اين توجه مصافحا بعض المارة واصحاب المحلات مختتما جولته مترجلا بسوق الوادي او ما يعرف بسوق ليبيا اين تنتصب محلات الملابس بانواعها.
ويعد حمادي الجبالي المترشح الوحيد الذي زار هذا السوق بسرعة دون ان يتحدث كثيرا مع اصحاب الدكاكين اذ كان بعضهم مرحبا وعدد اخر منهم غاضبا كيف لا وهم يتاجرون بالمكان منذ عشرات السنين في ظروف سيئة اذا تهاطلت الامطار او عند ارتفاع حرارة الطقس وقبرت كل مطالبهم رغم تعاقب الحكومات وتعهدها بتحسين وضعية السوق وادخال الماء والكهرباء وتنظيم العمل به بما يجعل امتهانهم التجارة يرتقي الى مستوى الاسواق في تونس والتي تحظى بوضع افضل.
وفي تصريحه لموقع الجمهورية، اكد المترشح حمادي الجبالي أنه قدم في برنامجه الانتخابي مقاربة اقتصادية تحت مسمى خطة الطوارئ الاقتصادية مع الدخول في حالة استنفار لإنقاذ اقتصاد البلاد وإصلاحه مع ايلاء الجانب الأمني الاهمية القصوى بما فيه القضاء على الارهاب.
وستكون اولوية الجبالي حسب تصريحه، إذا ما قاده الصندوق لكرسي قرطاج، المسألة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تعبئة موارد الدولة المالية واستخلاص الديون المقدرة بـ11 مليار دينار بالعملة الصعبة للتخفيض منها على مستوى الميزان التجاري مع العمل على استرجاع أموال الدولة من المتهربين من الضرائب خاصة "المترفهين" المعروفين لدى الجميع وفق تعبيره.
وطرح موقع الجمهورية على الجبالي موضوع رؤيته لمقاومة التهريب الذي فتك باقتصاد البلاد وكيفية تنظيم التجارة الموازية وذلك في اطار تواجده في مدينة تفتح على معبر حدودي دولي، فقال إن رؤيته لن تكون ضد صغار التجار اصحاب العائلات على غرار "عندو شوية نفط او عندو شوية دبش" بل سيعمل على إدماجهم في الاقتصاد الوطني ليمتهنوا التجارة بطريقة قانونية ضمن المسلك الاقتصادي الوطني.
وأضاف الجبالي أن الادماج في الدورة الاقتصادية يمنع على صغار التجار الانزلاق في العنف والفوضى او حتى الارهاب مشيرا الى ان المقاومة ستكون ضد كبار المهربين الذين يستغلون كل المسالك لنشاطهم حتى عبر النقاط الرسمية للعبور.
وفي نقطة اخرى تحدث الجبالي عن برنامج لمقاومة الفضلات المتراكمة هنا وهناك وهي نقطة ادرجها بعد ان لاحظ تكدسها عند جولته بأروقة السوق، واوضح أنه ماضٍ في فكرة الاستثمار في البيئة عبر رسكلة الفضلات وتحويلها الى طاقة.
وفي ختام حديثه، قدم المترشح المستقل فكرة عن رئيس الدولة القادم الذي يجب ان يكون حسب رايه رئيسا يعمل على مواضيع لا تفرّق الشعب على غرار قانون الميراث مع ضرورة تجاوز ذلك قائلا "بعد خمس سنوات ونحنا نتعاركوا سياسيا... الاحزاب يتعاركوا... حتى القصبة تتعارك مع الرئيس".
وفي نهاية جولته قبل الذهاب الى ولاية تطاوين، استمع الجبالي الى قصيدة احد أنصاره الذي وصفه بـ"اردوغان التركي".
نعيمة خليصة
